جودي كوب

تعتبر جودي كوب من العمالقة المخضرمين في عالم التصوير، حيث تعمل كمصورةٍ ميدانية لصالح “ناشيونال جيوغرافيك” منذ أربعة عقود، وهي المرأة الوحيدة التي شغلت هذا المنصب في تاريخ المؤسسة، ويحفل سجلها برحلات إلى 65 دولة في مشارق ومغارب الأرض لتتجاوز كافة الحواجز الثقافية والجنسانية بهدف توثيق أناس وأماكن تعيش تغيرات جذرية في أكثر البيئات تعقيداً وبعداً في العالم.

عارضة أزياء، فرنسا

كانت كوب من السبّاقين إلى السفر عبر الصين بمجرّد أن فتحت الأخيرة حدودها مجدداً أمام العالم الخارجي بعد عقودٍ من العزلة، لتقطع مسافة 7000 ميل من العاصمة بكين إلى حدود بورما وفيتنام. وكانت أول مصورةٍ حصلت على إذنٍ من العاهل السعودي لتصوير النساء السعوديات اللاتي كان من المحظور مشاركة صورهنّ مع العالم الخارجي. كما كانت أول مصوّرة يرحب بها مجتمع فتيات الغيشا الياباني السرّي والحصري لتؤلف عنه كتاباً مدهشاً يتناول حياة فتيات هذه الطبقة بكل ما فيها من جمال أحيانأً ومشقّة غالباً، فتعرض أوجههن الحقيقية المختبئة خلف مساحيق التبرّج البيضاء.

وفي مشروعها “عبيد القرن الحادي والعشرين” (21st Century Slaves)، الذي عملت عليه لصالح ’ناشيونال جيوغرافيك‘، تلقي كوب الضوء على الواقع القاسي الذي يعيشه ضحايا تهريب البشر، والذين يجدون أنفسهم يباعون ويشترون كالعبيد، أو يتم تسخيرهم لجني الأرباح على حساب شقائهم؛ حيث تصوّر كوب الضحايا والمهربين والمنقذين في 12 بلداً، بما يشمل عمالة الأطفال وبائعات الهوى في الهند، والرضّع المعرضين للتبني غير القانوني في جواتيمالا، والأطفال الذين تم إنقاذهم في ملاجئ البوسنة والمكسيك.

كرخانة على طريق فوكلاند، مومباي، الهند

كما عملت على مشاريع تتناول مواضيع الحب والجمال والحياة مثل قصص زواج الأطفال، وتقليد ربط الأقدام الصيني، وصفائح الشفاه في أثيوبيا، ومسابقات جمال الفتيات الرضّع في الولايات المتحدة؛ حيث استكشفت ثقافات من أبعد الأصقاع في العالم، لتمضي نحو 6 آلاف ليلة على الطرقات وتأخذ أكثر من ألفي رحلة جوية خلال مسيرتها الحافلة بكل ما هو عجيب وغريب، فقد صورت الشخصيات الملكية، ونجوم الموسيقى، وآكلي لحوم البشر، والمبشرين، والفهود والأسود، والإرهابيين، وتعرضت لإطلاق النار والغاز المسيل للدموع وتمت مهاجمتها عن قرب، حتى أن أحد البدو أرادها زوجة له.

وكانت جودي أول امرأة تنال لقب “مصور البيت الأبيض في السنة”، إلى جانب فوزها بجائزتي “أفضل صورة في السنة” من ’وورلد پريس‘ والرابطة الوطنية للمصورين الصحفيين في الولايات المتحدة، ونيلها لقب “أسطورة نيكون”، وبعثها كموفدة رئاسية أمريكية إلى أولمبياد ناجانو اليابانية.

كما نالت جائزة “إنجاز مسيرة العمر” من الجمعية الأمريكية للمصوريين الإعلاميين (ASMP) [ASMP] وجمعية “ناشيونال جيوغرافيك” للتصوير الضوئي (TPS)،[TPS] وحازت على أحد أعظم التقديرات الصحفية في العالم، ألا وهي “ميدالية الشرف” من جامعة ميسوري عن مساهماتها الكبيرة في مجال الصحافة. ونالت شهادة دكتوراه فخرية من كلية “كوركوران” الشهيرة للفنون والتصميم في العاصمة الأمريكية واشنطن.

وإلى جانب كونها متحدثة واسعة الشعبية في سلسلة “ناشيونال جيوغرافيك لايڤ”، تشارك كوب بشكلٍ دائم كمتحدثةٍ لصالح شركات ومؤسسات مختلفة، وتُشرف على ورش عمل متنوعة حول العالم. وتم ترشيح كتابها “الغيشا: الحياة، الأصوات، الفنون” (Geisha: The Life, The Voices, The Art) لجائزة “بوليتزر”، وفازت بجائزة الإنجاز المذهل من الجمعية الأمريكية للمصورين الإعلاميين. كما عُرضت صور كوب في شتّى أنحاء العالم، وظهرت في فيلم ومعرض “نساء مؤثرات” (Women of Impact) الذي تنظمه “ناشيونال جيوغرافيك”، وكتاب ومعرض “نساء صاحبات رؤية” (Women of Vision)، والمركز الدولي للتصوير الضوئي، ومساحة “آنينبرغ” للتصوير الضوئي، ومعرضين فرديين في “ڤيزا پور ليماج” (Visa Pour L’Image) في منطقة پيرپينيان الفرنسية. كما تم إرسال إحدى صورها على متن مسبار “ڤوياجر” الذي يسبحُ في مكانٍ ما من كوننا الواسع للأبد.

 

الكتب:
الغيشا: الحياة، الأصوات، والفنون

Work History, Books, Films and Exhibitions