الكونغو: أسطورة النهر والأرض
باسكال مايتر
الكونغو تحمل قصة شاسعة ومتعددة الطبقات. بدأت رحلتي هناك في عام 1980، عندما كانت تُعرف بـ زائير تحت حكم الرئيس موبوتو. كان اتساع هذه الأرض ساحقًا، حيث قد يستغرق السفر عبر المناطق ساعات بالطائرة. كانت زائير آنذاك قد خُلدت في التاريخ عام 1974 من خلال "المدوي في الأدغال"، القتال الأسطوري بين محمد علي وجورج فورمان، الذي لا تزال ذكراه تعود كلما ذُكرت كينشاسا.
ومع ذلك، فإن النبض الحقيقي للكونغو يكمن في نهرها العظيم. السفر على طول نهر الكونغو يعني مواجهة أسطورة حية تخترق إفريقيا المعاصرة كما فعلت منذ أكثر من 140 عامًا عندما عبرها ستانلي خلال رحلته الشهيرة. يمر النهر عبر غابة استوائية كثيفة، ويوفر الحياة لما يقرب من 29 مليون شخص يعيشون على ضفافه. إنه الطريق الوحيد في العديد من المناطق، ويمثل شريان الحياة للبلاد.
رغم أن الكونغو تُعرف أحيانًا بـ "الفضيحة الجيولوجية" بسبب غناها بالموارد مثل الذهب، والماس، والكولتان، والنحاس، والكوبالت، فإن هذه الثروات لم تقدم سوى القليل لشعبها، الذي يعاني من مصاعب متجذرة في تاريخ طويل من الاستغلال بدأ مع الاستعمار البلجيكي.
ورغم كل هذا الألم، لا تزال الجمال والإبداع في الكونغو قائمين. روحها المرنة تشرق، غير مروّضة وقوية. يدعو هذا المعرض المشاهدين لاستكشاف التناقضات الحيوية في الكونغو—من جمالها الذي لا يلين، إلى مرونتها الدائمة، وإلى التيار القوي للحياة المتدفق على طول نهرها الأسطوري.